الأحد، 4 يوليو 2010

البطل المنسى

فى بلد ارتفعت فيه معدلات البطالة والفقر والجهل وإرتفاع أسعار السلع والخدمات والأراضى والكثير من المشكلات الإجتماعية والإقتصادية فكرت فى بطل قد يساعدنى بإرتفاعه الشاهق ونظرته المتعالية فهو فوق الجميع كما أنه بلا سقف فلا يوجد له حدود …

أتدرون أن أكثر من 70% من مصاريف الزواج تهدر فى إيجاد عش الزوجية وهو من الاسم “ عش ” ولكن الكثيرون يسمونه بأسماء أفخم وأرقى مثل “ شقة ”  , “ بيت ” , “ فيلا ” , “ قصر ” , …… ولكن الأصل يبقى رغم أنوفهم وسيبقى العش هو المسمى الأسمى الذى لو فكرنا فى اصله لوجدناه مكان بسيطاً قد يشبه الكوخ ..

ولكن الكوخ السعيد أفضل من القصر الكئيب … وقد عبر إيليا أبو ماضى عن ذلك منذ زمن ولكننا لم نلتفت لكلامه وظللنا نبنى القصور الكئيبة ونهدم الأكواخ السعيدة …

إنما الغبطة فكرة ربما إستوطنت الكوخ …. وخلت منها القصور العاليات المشمخرة

هل تعلمون ان هناك علاقة بين الأكواخ وقوة الدولة ؟ هذا ما لاحظته عندما كنت اتأمل البسمة الموجودة على ثغر فتاة صغيرة تقف أمام كوخها المتواضع …

التاريخ يذكر لنا ان المسلمون فى عصر الأكواخ كانو أسياد العالم فهذا أمير المؤمنين يسكن فى كوخ وهو أقوى رجل فى العالم واغنى رجل فى العالم فى ذلك الوقت …

وكيف كان الضعف عندما بنينا القصور العاليات المشمخرة واستخدمنا فيها من ألوان الترف والبذخ فى أواخر الدول العظيمة كالدولة الأموية والعباسية والعثمانية وأخيراً دولة الأندلس …

ونحن الآن نبحث عن الترف ونبحث عن القصور ولا نعرف أن نهايتنا ستكون فى رحلة البحث الطويلة …

ولنرجع إلى واقعنا المعاصر عندما تشترط الفتاة المترفة شفة فارهة وأثاثاً باهظ التكاليف والشاب المسكين لا حول له ولا قوة .. ماذا ستكون النتيجة ؟؟

ان ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إنما سببه الأول والأخير هو الترف الذى قد يؤدى فى يوم من الأيام إلى ما يريده الصهاينة من تعقيم المسلمين لمحاولة تفادى الأثر الناتج عن التوسع الديموغرافى فى الكرة الأرضية ..

لقد سقطنا فى حيلتهم الخبيثة وبدأنا نقلد كل ما يعرضه اعلامهم الهدام من أماكن وقصور وسيارات وحياة لن يستطيع أغلبنا ان يعيشها …

هل عرفتم الأن من هو بطلى ؟؟؟؟

إنه سطح المنزل ….. ذلك البطل الذى أهملناه ولم نشعر بقيمته مع أنه أفضل مكان فى المنزل ولكن الإعلام يصوره بمظهر بشع وكأنه مكان للفقراء مع انى أراه مكان للمحبين للتأمل والهدوء والنظر من أعلى لكل شئ وكأنهم يتعالون عن الصغائر ….

أن نظرة فوق السطح – رغم الصمت – تقول ما يمكن أن يعجز الأدباء فى وصفه حيث يمكن للزوجة أن تقرأ في تلك النظرات الكثير من كلمات الحب، والحنان، والعطف، يمكن أن تقرأ في تلك النظرات  أنت جميلة وأنا معجب بك – أتكامل معك وبك .. دائماً مفتون بما تقولين، ويمكن للزوج أن يسمع نظراتها تقول: أنا متيمة بك وكم أحب أن أستمتع بحبك الحنون يغمرني.

لقد وجدت بطلى المنسى وانا عازم على أن أحيا فيه وأستفيد من إمكاناته وقدراته ومن لا تحب بطلى فهى لا تحبنى ومن ترفض ان تعيش فى كنف بطلى فهى ترفضنى ومن تحتقر بطلى فهى تحتقرنى ….

0 التعليقات:

إرسال تعليق