تحذر وزارة الصحة البريطانية عبر القنوات التلفزيونية مع كل فاصل إعلاني من خطورة المصابيح الموفرة للكهرباء إذا سقطت وتناثرت أجزاؤها.
"إلي كل المواطنين.. خذوا حذركم.. المصابيح الموفرة للطاقة الكهربائية إذا سقطت وتناثرت أجزاؤها تصبح شديدة الخطورة.."
هذه رسالة لا تكف القنوات التلفزيونية في إنجلترا عن بثها، ولا يمر يوم دون أن تنشرها الصحف.
وكشفت أبحاث ودراسات بريطانية عن أن تلك المصابيح عند الكسر يخرج منها أبخرة زئبق سام، لو استنشقه الإنسان قد يترنح فورا ويختل توازنه ويصاب بصداع نصفي مزمن، وترتفع درجة الخطورة عند الأطفال والمسنين ذوي الحساسية إلي أزمات في التنفس تهدد حياتهم
ووضعت الصحة البريطانية روشتة للتعامل مع اللمبات المحطمة، أول بند فيها
1-عدم استخدام المكنسة الكهربائية في لملمة الحطام، حتي لا يتناثر الغبار الزئبقي في أرجاء المكان،
2-أنه يجب الانتظار 15 دقيقة حتي يستقرالغبار علي الأرض قبل كنسه بفرشاة عادية ووضعه في لفافة مغلقة والتخلص منه خارج المنزل فورا
والسؤال الذى اطرحه الآن , لماذا لم تحذرنا الحكومة المصرية هذا التحذير ؟
هناك عدة إحتمالات فى رأيى :
قد تكون اللمبات الموفرة فى مصر تختلف عنها فى انجلترا
قد يكون المواطن المصرى عديم الفائدة بالنسبة للمواطن الإنجليزى
ربما تخشى الحكومة من أن يمتنع الناس عن التوسع فى إستخدام اللمبات الموفرة ومن ثم زيادة الطاقة المستهلكة وبالتالى المطالبة بالبدء فى إنشاء المفاعل النووى المصرى لإنتاج الطاقة الكهربية مع العلم ان دولة الإمارات ستمتلك أربعة مفاعلات نووية بحلول 2020
إذن إذا كان هذا مثالاً لأحد الرسائل التى لا يكف الإعلام البريطانى عن إذاعتها فما هى الرسائل التى لا يكف الإعلام المصرى عن إذاعتها ؟
هل هى رسائل تطالب بالإقلاع عن التدخين أو المخدرات او أى من العادات السلبية ؟
هل هى رسائل تحذر من وقوع الحوادث فى المنزل مثل ملابس ربة المنزل فى المطبخ حتى لا تتسبب بحريق او وصلات الكهرباء وكيفية عزلها ومحاولة تجنب العبث بها إلا من قبل فنى متخصص ؟
هل هى رسائل تدعو لترشيد الإستهلاك من الماء لمواجهة الأزمة القادمة أم أن الحكومة لا تعترف أساساً بوجود مشكلة كمن يدفن رأسه فى التراب ؟
هل هى رسائل تدعو للبر بالوالدين وعرض نماذج للعقوق وعواقبه ؟
هل هى رسائل تدعو للمحافظة على البيئة ونظافة الشوارع ؟
هل هى رسائل تدعو إلى الوعى بمخاطر الأنترنت على الأطفال ؟
هل هى رسائل تدعو إلى ……….
الإجابة هى “ لا ” فلو لاحظت أكثر الرسائل عرضاً على شاشاتنا المصرية وخاصة الحكومية – وهى التى تعنينا – لوجدتها إن لم تكن تافهة فإنها للأسف مضللة وأغلبها مجرد إعلانات لمنتجات وخدمات تنمى الطابع الإستهلاكى لدى المواطنين وتنمى الجانب الربحى لدى الشركات , مع أن المفترض من الإعلام وخاصة الحكومى أن يكون هدفه الأول التوعية ثم التوعية ثم التوعية وبعدها يأتى الإعلان عن منتجات مصرية لدعم الصناعة الوطنية وليس الإعلان لمنتجات أمريكية وإسرائلية وقد تضر المنتج المصرى الذى لا يتحمل تكاليف الإعلان الباهظة .
فأنا لا أملك إلا أن أقول “ حسبى الله ونعم الوكيل “
0 التعليقات:
إرسال تعليق