الاثنين، 26 يوليو 2010

رسالة لا تكف القنوات التلفزيونية في إنجلترا عن بثها

تحذر وزارة الصحة البريطانية عبر القنوات التلفزيونية مع كل فاصل إعلاني من خطورة المصابيح الموفرة للكهرباء إذا سقطت وتناثرت أجزاؤها.

"إلي كل المواطنين.. خذوا حذركم.. المصابيح الموفرة للطاقة الكهربائية إذا سقطت وتناثرت أجزاؤها تصبح شديدة الخطورة.."

هذه رسالة لا تكف القنوات التلفزيونية في إنجلترا عن بثها، ولا يمر يوم دون أن تنشرها الصحف.
وكشفت أبحاث ودراسات بريطانية عن أن تلك المصابيح عند الكسر يخرج منها أبخرة زئبق سام، لو استنشقه الإنسان قد يترنح فورا ويختل توازنه ويصاب بصداع نصفي مزمن، وترتفع درجة الخطورة عند الأطفال والمسنين ذوي الحساسية إلي أزمات في التنفس تهدد حياتهم
ووضعت الصحة البريطانية روشتة للتعامل مع اللمبات المحطمة، أول بند فيها
1-عدم استخدام المكنسة الكهربائية في لملمة الحطام، حتي لا يتناثر الغبار الزئبقي في أرجاء المكان،
2-أنه يجب الانتظار 15 دقيقة حتي يستقرالغبار علي الأرض قبل كنسه بفرشاة عادية ووضعه في لفافة مغلقة والتخلص منه خارج المنزل فورا

والسؤال الذى اطرحه الآن , لماذا لم تحذرنا الحكومة المصرية هذا التحذير ؟

هناك عدة إحتمالات فى رأيى :

قد تكون اللمبات الموفرة فى مصر تختلف عنها فى انجلترا

قد يكون المواطن المصرى عديم الفائدة بالنسبة للمواطن الإنجليزى

ربما تخشى الحكومة من أن يمتنع الناس عن التوسع فى إستخدام اللمبات الموفرة ومن ثم زيادة الطاقة المستهلكة وبالتالى المطالبة بالبدء فى إنشاء المفاعل النووى المصرى لإنتاج الطاقة الكهربية مع العلم ان دولة الإمارات ستمتلك أربعة مفاعلات نووية بحلول 2020

إذن إذا كان هذا مثالاً لأحد الرسائل التى لا يكف الإعلام البريطانى عن إذاعتها فما هى الرسائل التى لا يكف الإعلام المصرى عن إذاعتها ؟

هل هى رسائل تطالب بالإقلاع عن التدخين أو المخدرات او أى من العادات السلبية ؟

هل هى رسائل تحذر من وقوع الحوادث فى المنزل مثل ملابس ربة المنزل فى المطبخ حتى لا تتسبب بحريق او وصلات الكهرباء وكيفية عزلها ومحاولة تجنب العبث بها إلا من قبل فنى متخصص ؟

هل هى رسائل تدعو لترشيد الإستهلاك من الماء لمواجهة الأزمة القادمة أم أن الحكومة لا تعترف أساساً بوجود مشكلة كمن يدفن رأسه فى التراب ؟

هل هى رسائل تدعو للبر بالوالدين وعرض نماذج للعقوق وعواقبه ؟

هل هى رسائل تدعو للمحافظة على البيئة ونظافة الشوارع ؟

هل هى رسائل تدعو إلى الوعى بمخاطر الأنترنت على الأطفال ؟

هل هى رسائل تدعو إلى ……….

الإجابة هى “ لا ” فلو لاحظت أكثر الرسائل عرضاً على شاشاتنا المصرية وخاصة الحكومية – وهى التى تعنينا – لوجدتها إن لم تكن تافهة فإنها للأسف مضللة وأغلبها مجرد إعلانات لمنتجات وخدمات تنمى الطابع الإستهلاكى لدى المواطنين وتنمى الجانب الربحى لدى الشركات , مع أن المفترض من الإعلام وخاصة الحكومى أن يكون هدفه الأول التوعية ثم التوعية ثم التوعية وبعدها يأتى الإعلان عن منتجات مصرية  لدعم الصناعة الوطنية وليس الإعلان لمنتجات أمريكية وإسرائلية وقد تضر المنتج المصرى الذى لا يتحمل تكاليف الإعلان الباهظة .

فأنا لا أملك إلا أن أقول “  حسبى الله ونعم الوكيل “

 

الأحد، 4 يوليو 2010

البطل المنسى

فى بلد ارتفعت فيه معدلات البطالة والفقر والجهل وإرتفاع أسعار السلع والخدمات والأراضى والكثير من المشكلات الإجتماعية والإقتصادية فكرت فى بطل قد يساعدنى بإرتفاعه الشاهق ونظرته المتعالية فهو فوق الجميع كما أنه بلا سقف فلا يوجد له حدود …

أتدرون أن أكثر من 70% من مصاريف الزواج تهدر فى إيجاد عش الزوجية وهو من الاسم “ عش ” ولكن الكثيرون يسمونه بأسماء أفخم وأرقى مثل “ شقة ”  , “ بيت ” , “ فيلا ” , “ قصر ” , …… ولكن الأصل يبقى رغم أنوفهم وسيبقى العش هو المسمى الأسمى الذى لو فكرنا فى اصله لوجدناه مكان بسيطاً قد يشبه الكوخ ..

ولكن الكوخ السعيد أفضل من القصر الكئيب … وقد عبر إيليا أبو ماضى عن ذلك منذ زمن ولكننا لم نلتفت لكلامه وظللنا نبنى القصور الكئيبة ونهدم الأكواخ السعيدة …

إنما الغبطة فكرة ربما إستوطنت الكوخ …. وخلت منها القصور العاليات المشمخرة

هل تعلمون ان هناك علاقة بين الأكواخ وقوة الدولة ؟ هذا ما لاحظته عندما كنت اتأمل البسمة الموجودة على ثغر فتاة صغيرة تقف أمام كوخها المتواضع …

التاريخ يذكر لنا ان المسلمون فى عصر الأكواخ كانو أسياد العالم فهذا أمير المؤمنين يسكن فى كوخ وهو أقوى رجل فى العالم واغنى رجل فى العالم فى ذلك الوقت …

وكيف كان الضعف عندما بنينا القصور العاليات المشمخرة واستخدمنا فيها من ألوان الترف والبذخ فى أواخر الدول العظيمة كالدولة الأموية والعباسية والعثمانية وأخيراً دولة الأندلس …

ونحن الآن نبحث عن الترف ونبحث عن القصور ولا نعرف أن نهايتنا ستكون فى رحلة البحث الطويلة …

ولنرجع إلى واقعنا المعاصر عندما تشترط الفتاة المترفة شفة فارهة وأثاثاً باهظ التكاليف والشاب المسكين لا حول له ولا قوة .. ماذا ستكون النتيجة ؟؟

ان ارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إنما سببه الأول والأخير هو الترف الذى قد يؤدى فى يوم من الأيام إلى ما يريده الصهاينة من تعقيم المسلمين لمحاولة تفادى الأثر الناتج عن التوسع الديموغرافى فى الكرة الأرضية ..

لقد سقطنا فى حيلتهم الخبيثة وبدأنا نقلد كل ما يعرضه اعلامهم الهدام من أماكن وقصور وسيارات وحياة لن يستطيع أغلبنا ان يعيشها …

هل عرفتم الأن من هو بطلى ؟؟؟؟

إنه سطح المنزل ….. ذلك البطل الذى أهملناه ولم نشعر بقيمته مع أنه أفضل مكان فى المنزل ولكن الإعلام يصوره بمظهر بشع وكأنه مكان للفقراء مع انى أراه مكان للمحبين للتأمل والهدوء والنظر من أعلى لكل شئ وكأنهم يتعالون عن الصغائر ….

أن نظرة فوق السطح – رغم الصمت – تقول ما يمكن أن يعجز الأدباء فى وصفه حيث يمكن للزوجة أن تقرأ في تلك النظرات الكثير من كلمات الحب، والحنان، والعطف، يمكن أن تقرأ في تلك النظرات  أنت جميلة وأنا معجب بك – أتكامل معك وبك .. دائماً مفتون بما تقولين، ويمكن للزوج أن يسمع نظراتها تقول: أنا متيمة بك وكم أحب أن أستمتع بحبك الحنون يغمرني.

لقد وجدت بطلى المنسى وانا عازم على أن أحيا فيه وأستفيد من إمكاناته وقدراته ومن لا تحب بطلى فهى لا تحبنى ومن ترفض ان تعيش فى كنف بطلى فهى ترفضنى ومن تحتقر بطلى فهى تحتقرنى ….